وبه نلنا المصالحة فى زمان الغضب

وبه نلنا المصالحة فى زمان الغضب
(سيراخ 44 : 17)


+ كان آدم قبل السقوط يحيا مع الله حياة شركة بينه وبين الله ذاته وبينه وبين الملائكة والقوات السمائية فى هدوء وسلام
إلى أن سقط بغواية الحية ...... فماذا حدث ؟؟؟
+ فقد الصلح بينه وبين الله 000 سمعت صوتك فخشيت
+ فقد الصلح بينه وبين نفسه 000 حدثت خصومة مع الجسد وبدأت الشهوة تحارب آدم .
+ وحدث خصام مع النفس 000 شعر آدم بوخزات الضمير مما جعلة يقول أن حواء هى السبب .
+ فقد الصلح بينه وبين حواء 000بدلاً من أن تكون حواء معين لآدم قال الله لآدم: أنت تسود عليها ، وقال لحواء: يكون لك أشتياقه .
+ فقد الصلح بينه وبين الأرض 000 شوك وحسك تنبت لك.

وبدأ الأنسان يحتاج أن يتصالح مع الله ، مع نفسه ، مع الآخرين ، مع الخليقة
وهذا هو موضوعنا 0000" المُصالحة " .


+ المصالحة :- هى التقارب بين أثنين وهما الله وآدم لأنه إن حدثت المصالحة بين الله وآدم حدثت المصالحة بين الكل .. كان لابد من المصالحة لأنه لم يكن ممكناً أن الله يترك الأنسان هكذا فإما أن يعاقبه أو يصالحة مثلما عاقب الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تمردوا حفظهم الى دينونة اليوم العظيم.
الملائكة الذين سقطوا لابد من عقابهم ... الله فى عدله لابد أن يقتص من المعتدى

+ العدل الإلهى لابد أن يقتص من الملائكة
+ العدل الإلهى لابد أن يقتص من البشر ولو أقتصاص وقتى إلى أن يأتى الأقتصاص النهائى وهو ما حدث مع سدوم وعمورة التى لما تعدت على الله نزلت نار من السماء وأكلتهم ولكن ليس هذا فقط بل هناك نار أبدية تنتظرهم.
مادام هناك تعدى على الله بالخطية 00 لابد من أقتصاص فإما أن يترك العالم الى العدل الإلهى أو أن يتصالح الله مع الأنسان 000000ولكن000 كيف بدأت المصالحة ؟؟

هل المصالحة بدأت من الأنسان ؟ 00 هل آدم حاول أن يصالح الله ؟!000 مطلقاً لم يفكر الأنسان فى هذا ولكن أول شئ فكر فيه أزاى يغطى عريه 00 المصالحة لم تأتى من آدم مطلقاً 0
حتى لما ربنا فتح باب الصالحة لم يسعى آدم اليها فلما قال له الرب هل أكلت من الشجرة لم يعترف آدم بتعديه ولم يطلب المصالحة ولكن قال 000 ليس أنا بل المرأة 0
وهنا نلاحظ أن... الأنسان لم يبدأ بالمصالحة ولكن الله هو الذى بدأ بالمصالحة وسكن فى وسط الشعب ( تابوت العهد ) ولكن كان هناك حجاب بين الله والشعب لذلك لما وفى المسيح العدل الإلهى على الصليب أنشق الحجاب من أعلى الى أسفل وذلك لأن المصالحة بدأت من أعلى ( من عند الله )الى أسفل ( الأنسان ) .

ولكن السؤال
لماذا بدأ الله بالمصالحة ؟!


1- شعور الأنسان بعجزه عن المصالحة . آدم عندما أخطأ صنع لباساً من ورق التين ليستر نفسه ولكن لما نادى ربنا عليه قال له سمعت صوتك فخشيت لأنى عريان ....كيف تكون عريان يا آدم وأنت متغطى بأوراق التين ؟! آدم شعر أنه عاجز عن أن يستر نفسه.... عاجز عن مصالحة ربنا .. لذلك كان لابد أن تأتى المصالحة من السماء
2- شعور الأنسان بعظمة وجلال الله الذى أخطأ فى حقه00لما شعر أيوب بهذه الخصومة وأراد أن يصالح الله لم يقدر وقال : لأنه ليس هو أنسان مثلى فأجاوبه .
3- لأن الله محبة 00 الأنسان أخطأ فإن لم يكن فى قلب الله محبة لكان الله قد أفنى الأنسان . " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد ..." لذلك لو نزعنا من صفات الله المحبة لكان لا يمكن أن تكون مصالحة " الذى صالحنا بنفسه بيسوع المسيح " ربنا هو الذى صالحنا بموت أبنه .

شروط الصلح
+ لابد من وجود وسيط ، لأن هناك فجوة كبيرة بين الله والأنسان ، إذن لابد من وجود مصالح بيننا وبين الله كما قال اليهو " إن وجد عنده مرسل وسيط " إذا وجد وسيط مصالح بين الله والأنسان تبقى المشكلة أتحلت والمصالحة تمت "أليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا " محتاجين واحد يصالحنا مع ربنا ، واحد يضع يديه على الأنسان والله .

شروط المُصالح
1- مساوٍ لله ومساوٍ للإنسان ... نفترض أن هناك خصومة بين أثنين مديرين هل ينفع أن ساعى يصلح بينهم ؟ طبعاً لا هل ينفع أن رئيس المصلحة يصلح بينهم ؟؟ وهذا أيضاً لا لأن الرئيس ممكن يرغم المرئوسين أو أحدهم على الصلح.
أذن لابد أن يكون المصالح مساوٍ لله ومساوٍ للإنسان
ما الحل إذن ؟!
إما أن أنسان يتأله ( أى يصير الهاً ) 0 أو أن الله يتأنس ( أى يصير أنساناً ) " الكلمة صار جسداً " " عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد " 000 الله تأنس ففيما هو مساو للآب أخذ جسداً وشابهنا فى كل شئ ماعدا الخطية وحدها . صار الإله أنساناً " لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الأنسان يسوع المسيح " ، " الذى ليس بأحد غيره الخلاص ".

2- مُحباً للأثنين حباً متساوياً ... أى محباً لله ومحباً للبشر + صفة المحبة أساساً ليست من صفات الأنسان ولا فى الطبيعة البشرية أطلاقاً ، المحبة الموجودة فينا هى بعد الصليب " لأنه بالصليب أنسكبت محبة الله فى قلوبنا " .
+ لابد ان يحب الله والأنسان حب متساوى وإلا سيأتى على واحد على حساب الآخر وهذا الشرط لا يمكن أن يتوفر إلا فى الوسيط الوحيد بين الله والناس ( يسوع المسيح ).

الأب شهد بمحبته له ... وأيضاً الذى أحب خاصته الذين فى العالم أحبهم حتى المنتهى ( محبة الله ، ومحبة الأنسان ) .

3- قادر ... لازم يكون المصالح قادر على إيفاء الدين الأنسان أعتدى على الله فكان لابد أن يُعاقب ، لُعن الأنسان ولعنت الأرض بسبب الخطية .... فجاء السيد المسيح وعلق على الصليب ليحمل لعنة الخطية . لأنه ملعون كل من علق على خشبة ... لذلك كان لابد أن يموت المسيح بالصليب ليحمل عنّا اللعنة 000 أيضاً بدون سفك دم لا تحدث مغفرة لذلك كان لابد أن يموت المسيح بسفك الدم ( وليس بالرجم مثلاً ) . كان لازم المسيح يموت لأن أجرة الخطية موت . وفعلاً مات المسيح على الصليب00000 وبذلك 0000 بعد الصليب نكون قد تصالحنا مع الله .

ثمار المصالحة
1- مصالحة مع الله ... الله صالحنا وأيضاً أعطانا ختم المصالحة ، أذهبوا وقولوا للناس " تصالحوا مع الله " القداس الإلهى يبدأ بصلاة الصلح وملخصها أن الأنسان تعدى على الله وحدثت الخصومة ولكن الله صالحنا .... قبل الصلح تكون الأسرار مغطاه بالأبروسفارين ويصلى الكاهن صلاة الصلح بالصليب لأنه هو سبب الصلح 000 وبعدها يرفع الكاهن الأبروسفارين وينظر الى الشعب ويقول ( الرب مع جميعكم ) ... المصالحة تمت .

2- مصالحة مع الملائكة ... الملائكة هم خدام الله ، فلما تخاصمنا مع الله تخاصمنا أيضاً مع الملائكة لذلك كان ظهور الملائكة فى العهد القديم للضرورة فقط ، ولكن ... أول ما ظهرت بوادر المصالحة فى التجسد نزل جمهور كبير من الملائكة يقول " المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام ..." ، لذلك نجد بعد صلاة الصلح نقول ( الشاربيم والسيرافيم يسجدون لك ) مصالحة مع الملائكة.

3- مصالحة بين الأنسان ونفسه .. أصبح للأنسان قدرة على ضبط الجسد ، أصبحت الغرائز منضبطة ، العقل مستنير ، أصبحت إرادة الأنسان تريد إرادة الله ، أصبح الأنسان لا تعذبه وخزات الضمير... الأنسان الروحانى ضميره مستريح " مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ".

4- مصالحة مع الناس أكبر عداوة شهدتها البشرية بين اليهود والأمم ، اليهودى يشعر أنه شعب الله وأن الأمم كلاب ولكن المصالحة جعلت الأثنين واحداً .. لذلك بعد صلاة الصلح فى القداس " قبلوا بعضكم بعضاً " .

5- مصالحة مع الخليقة كلها ... الأنسان الروحانى تصالح مع الكل حتى الحيوانات المفترسة كثمرة للصليب

شكرا دادى