منتدى العائلة المقدسة
اهلا وسهلا بيك اخى واختى نحب ان نجتمع مع بعضنا لانه لو اجتمع اثنين اوثلاثة باسمى اكون وسطهم برجاء التسجيل للاشتراك معنا وشكرا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى العائلة المقدسة
اهلا وسهلا بيك اخى واختى نحب ان نجتمع مع بعضنا لانه لو اجتمع اثنين اوثلاثة باسمى اكون وسطهم برجاء التسجيل للاشتراك معنا وشكرا
منتدى العائلة المقدسة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» أيّا منها بيتك؟؟ الاب متى شفيق
عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل Emptyالأربعاء أبريل 25, 2012 10:22 pm من طرف هنرى هانى

» بحث في الكتاب المقدس
عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل Emptyالأربعاء أبريل 25, 2012 10:19 pm من طرف هنرى هانى

» تنزيل الكتاب المقدس
عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل Emptyالأربعاء أبريل 25, 2012 10:17 pm من طرف هنرى هانى

» مكرونة بالخضار صيامي
عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل Emptyالأربعاء أبريل 25, 2012 10:11 pm من طرف هنرى هانى

» كباب على الطريقة العراقية (كفته)
عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل Emptyالأربعاء أبريل 25, 2012 10:00 pm من طرف هنرى هانى

» الدجاج المحشو بالأرز والزبيب
عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل Emptyالأربعاء أبريل 25, 2012 9:52 pm من طرف هنرى هانى

» المهلبية بالشوكولاتة
عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل Emptyالأربعاء أبريل 25, 2012 9:49 pm من طرف هنرى هانى

» الحواوشى بالعجينة
عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل Emptyالأربعاء أبريل 25, 2012 9:47 pm من طرف هنرى هانى

» كيف تجعل إبنك..مــتــواضــعاً
عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل Emptyالأربعاء أكتوبر 05, 2011 1:54 pm من طرف gurgis

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


الزوار

عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل

اذهب الى الأسفل

m15 عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل

مُساهمة من طرف هنرى هانى الثلاثاء يناير 12, 2010 2:46 pm

عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل 17227 عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل 562609
عقيدة الثالوث الأقدس بين الإيمان والعقل





إعداد الأب/ أنطون فؤاد




مقدمة

المناخ الذي ينشأ فيه المسيحي الشرقي مناخ ينطق بوحدانية الله, وهي عقديتنا الاساسية كل لحظة, كل ساعات الليل والنهار. ويشعر المسيحي في أغلب المواقف بالتساؤل عن تعبير الثالوث: هل يتعارض مع الوحدانية؟ أنه يؤمن إيمان آبائه وأجداده ويشعر أن عقيدة الثالوث تجري في دمه, لكنه عاجز أحياناً عن فهمها أو إدراكها, عاجز عن الخوض في بسطها وفي الدفاع عنها. تطرق أذنيه كلمات رائعة لا غبار عليها عن وحدانية الله, يغوص في أعماقه, يتوارى حتى عن ذاته, وكأنه لا داعي للمجاهرة بعقيدة الثالوث, ولكنها في ذات الوقت محور إيمانه القابع في أعماقه المتوارث في نسيج كيانه.

بين الحين والحين, حينما يشتد الضغط على مسامعه وعلى وجدانه, تنتابه حيرة شديدة فيتساءل بينه وبين نفسه: ترى لماذا أؤمن بالثالوث؟ لماذا لا أقول إن الله واحد ولا داعي للخوض في بحر الله العميق؟ لماذا هذا التعب الذهني العميق؟ كل الكنيسة تردد "نؤمن بالله واحد" كل الأنجيل يعلن مع القديس بولس أن الله واحد, كل العهد الجديد يبارك العهد القديم وشريعته العظمى " أنا هو الرب إلهك لا يكن لك إله غيري".

أمام عقيدة الثالوث يتسأل المسيحي: تري هل هي ضرورية؟

وقد لا يدري المسيحي, كل مسيحي, أن عقيدة الثالوث هي الشرح الأعظم لعقيدة الوحدانية, وأنه بدون التثليث تظل الوحدانية عالماً مجهولاً غامضاً ويظل الله بعيداً منفصلاً عن الانسان, ويصبح الإيمان بالله إيماناً مبهماً, مبتوراً, ناقصاً, فلا يدري المؤمن من هو هذا الإله.

ولكي نفهم عقيدة الثالوث سنأخذ الخط الفكري التالي.

أولاً: صعوبات وعوائق أمام فهم الثالوث

ثانياً: الثالوث في وحي الكتاب المقدس

ثالثاً: الثالوث في فكر أباء الكنيسة ومجامعها

رابعاً: أعتراضات حالية على الثالوث

خامساً: الرد على الاعتراضات والشرح العقلي للثالوث



أولاً: صعوبات وعوائق أمام فهم الثالوث

في هذه النقطة سنضع أمام أعينا بعض الصعوبات التي تقف عائقاً أمام فهم الثالوث ولن أرد عليها, ولكننا نضعها حاضرة لتفتح ذهن القارئ للتفكير فيها طوال البحث إلى أن يصل بنفسه للرد عليها.

1. صعوبة لفظية: كلمة ثالوث تحمل معنى التعددية فلماذا لا نستخدم لفظة تشرح معنى العقيدة دون إخلال بالوحدانية؟

2. صعوبة منطقية: أ. كيف يكون الله ثلاثة وفي نفس الوقت واحد؟

ب. كيف يكون في الثالوث تمايز كال مع وحدة كاملة؟

ج. إذا قلنا ثالوث فلابد أن يكون هاك تدرج زمني فكيف لا نعترف بهذا التدرج الزمني؟

د. هل الله الكلي القدرة يحتاج إلى هذه التعددية ليحقق هدفه في خلاص الإنسان؟ بتعبير آخر, ألا يمكن للإله الواحد أن يخلص الإنسان؟





ثانياً: الثالوث في وحي الكتاب المقدس

إن وحي الثالوث الأقدس قد أتى إلينا عبر تاريخ الخلاص الذي بلغ كماله في شخص يسوع المسيح. فعقيدة الثالوث ليست حصيلة تفكير بشري نظري عن الله, ولا نتيجة تطور ديني بدأ مع ديانات الشرق القديم. بل هي تعبير لاهوتي لسر الله الذي ظهر لنا ظهوراً خلاصياً في شخص يسوع المسيح.

فالمسيح قد أتى إلينا باسم الله حاملاً إلينا خلاصه, ومن بعد قيامته أرسل إلينا روح الله. هكذا أوحى لنا الله بذاته (أباً) يرسل إلى العالم أبنه المخلص وروحه القدوس. لذا سيكون محور بحثنا وحي الله بذاته في العهد الجديد. ولكن قبل ذلك لنا أن نتساءل: بما أن تاريخ الخلاص قد بدأ في العهد القديم, ألا يمكننا أن نجد وحي الثالوث الأقدس أيضاً في العهد القديم؟

1. تهيئة وحي الثالوث الأقدس في العهد القديم

لا نجد في العهد القديم وحي الثالوث بشكل كامل. وذلك لسبب بسيط وهو أن أبن الله الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس لم يظهر ظهوراً كاملاً إلا في العهد الجديد في شخص يسوع المسيح, وكذلك الروح القدس لم يحل على التلاميذ وعلى كل إنسان إلا من بعد قيامة الرب يسوع. ولكن ألا نجد في العهد القديم عناصر مختلفة هيأت لهذا الوحي؟

لابد قبل المباشرة بالإجابة على هذا السؤال من الإشارة إلى أن البحث في هذا الموضوع ما كان ممكناً لو لم يبلغ الوحي بالثالوث كماله في العهد الجديد. فانطلاقاً مما أوحيَ به إلينا في العهد الجديد نستطيع أن نعود إلى العهد القديم الذي فيه تهيئة هذا الوحي, وبما أن عقيدة الثالوث في العهد الجديد مرتبطة أرتباطاً وثيقاً بعلاقة الله بالانسان بواسطة الابن والروح القدس, فالبحث في تهيئة تلك العقيدة في العهد القديم لابد لها أن تتمحور حول تلك العلاقة ذاتها في نواحيها الثلاثة:

علاقة الله الآب بالانسان

عندما سأل أحد الكتبة يسوع " أي وصية هي أولى الوصايا جميعاً" أجابه يسوع " الأولى هي اسمع يا إسرائيل, الرب إلهنا هو إله واحد, فاحبب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل ذهنك ومن كل قوتك (مر 12: 28-30) تلك لوصية التي نجدها في سفر تثنية الاشتراع 6: 5 والتي كان على كل يهودي أن يتلوها كل يوم, توجز علاقة الله بالانسان, وعلاقة الإنسان بالله, فالله هو الإله الوحيد الذي يجب أن يحبه كل إنسان.

هذا الإله الوحيد هو الله الأب: الذي يطلب من الانسان أن يثق به ويحبه ويقتدي به (مت 5: 44-48), يظهر الله الآب في العهد القديم في كل ما تقوله اسفاره عن الله: الإله الواحد, والإله الخالق, والإله القدوس, والإله المخلص, والإله الذي أختار شعبه ليقيم معه عهداً منذ إبراهيم واسحق ويعقوب ثم مع موسى وداود وسائر الأنبياء.

إلى جانب هذه التسميات التي يطلقها العهد القديم على الله يمكن أن نضع تسمية الآب كما في: (اش 64: Cool, (اش 63: 16), (تث 32: 6- 19), (ار3: 1, 4, 19, 22), (ار31: 9), (ملا1: 6), (ملا2: 10).

هوشع النبي يجمع في الله بين محبة الأب وحنان الأم (هو 11: 1-2), كذلك نجد في العهد القديم ذكر الملك كابن لله (مز 88: 21, 27-28), (2ملو 7: 12-14), (مز 2: 2-Cool.

خلاصة القول أن هناك مقاطع عديدة في العهد القديم تدعو الله أباً للشعب, وبنوع خاص للملك, وللمسيح المنتظر, مظهرة محبة الله لأبنائه وداعية إياهم إلى الإيمان بتلك المحبة والجواب عليها بمحبة مماثلة وسيرة مقدسة.

2. علاقة الله بالانسان بكلمته وحكمته

علاقة الله بالانسان تظهر في العهد القديم بنوع خاص في كلمته وحكمته وروحه فكل ما قيل في العهد القديم عن كلمة الله وحكمته وجد تحقيقه في العهد الجديد في شخص يسوع المسيح, وكل ما قيل عن روح الله وجد تحقيقه في الروح القدس, لذلك يمكننا أن نرى في هذه المفاهيم تهيئة لظهور الأبن والروح القدس م الثالوث.

أ‌. كلمة الله: الكلمة هي تعبير عن فكر الانسان وتعبير عن إرادته, وفي حالة غياب الانسان تمثل كلمته نوعاً من حضوره, هكذا كلمة الله في الكتاب المقدس هي حضور الله في وسط شعبه, ويتسم هذا الحضور بثلاث سمات, فهي تكون الشعب وتخلصه وتخلق الكون.

· تكون الشعب: (خر 19: 3-6), (خر 34: 28).

· تخلص الشعب: (اش 1: 2), (عا 1: 3, 11, 2: 1, 3: 10), (ار 15: 6), (خر2-3), (أر 20: 9), (اش 55: 10-12), (ار1: 6-12), (مز 106: 20), (مز55: 11).

· تخلق الكون: (تك1: 3-26), (مز 32: 6), (حك9: 1), (يو1: 1-18).

ب. حكمة الله: هناك علاقة وثيقة بين كلمة الله وحكمته, فكلاهما تخلقان الكون وتكونان الانسان, وتقودانه وترشدانه إلى إرادة الله وإلى كل عمل صالح (حك9: 1-19), هذه الحكمة تراها الأسفار المقدسة موجودة مع الله منذ الازل (أم 8: 22-36). وهي على مثال الكلمة قد خرجت من فم الله (سي 24: 5-6 و 14), سيرى العهد الجديد في يسوع المسيح "حكمة الله" (1كو 1: 24), (عب 1: 3), (مت 12: 41-42).

3. روح الله في العهد القديم

إن حضور الله في الكون والانسان يتخذ نوعاً آخر, فإلى جانب حضور الله بكلمته وحكمته هناك حضور الله بروحه, والروح في العهد القديم هو قدرة الله التي تظهر في الطبيعة وفي الانسان ولها عدة رموز منها:

أ. الروح: ترد في الكتاب المقدس 389 مرة (تك 8:1), (1مل 18: 45), (تك 10: 13-19), ( تك 14: 21), (أر 10: 13), (اش40: 1).

ب. روح الانسان: كلمة روح متعلقة دائماً بقوة في الطبيعة تعطيها حياة, مرتبطة بقوة تعطي الانسان حياة (تك2: 7).

ج. روح الله: المعنى الثالث للفظة "الروح" هو روح الله نفسه, الذي يستطيع الانسان أن يدرك وجوده من خلال عمله في الطبيعة وفي الانسان (تك 1: 1-2), (مز103: 27-30), (قض3: 10), (قض 14: 6), (1صم 10: 6), (1صم16: 13-14), (1مل 18: 12), (2مل2: 15), (ميخا 3: Cool.

د. روح الله في الازمنة الآخيرة: أما الذي سيحل عليه روح الرب بشكل دائم فهو المسيح(أش11: 1-2), يحل عليه ليوصل رسالته لجميع الأمم (اش42: 1-3), (اش61: 1-3), وبواسطة المسيح سيحل روح الرب على جميع الناس ليسلكوا بحسب وصية الله (حز1: 19-20), (يؤ2: 28-29), (حز36: 26-28).

وهكذا لن يعود حلول الروحهبة خاصة بالملوك والأنبياء بل يعطى لشعب الله باجمعه (اش 63: 10), (مز50: 13), (حك7: 21-23), (اش59: 21), (حز37: 1-14).

هكذا نكون قد تعرضنا لتبسيط الإشارات الواردة عن الآب والابن والروح القدس في العهد القديم لتمهد لنا الكلام الصريح عن الأقانيم الثلاثة في العهد الجديد.



وقبل الدخول الدخول للحديث عن الثالوث في العهد الجديد أفضل أن نحاول معاً فهم أحد المصطلحات المشتركة في العهدينوالذي يستخدمه القديس يوحنا في إفتتاحية إنجيله وهو تعبير "الكلمة" (اللوجوس)



اللوجوس: لفظة مآخوذة من الفعل اليوناني "ليجو" ويعني ينطق, فيكون معنى اللوجوس هو النطق وأصل الكلمة هو "المنطق", والمنطق يعنى النطق العاقل أو العقل الناطق.

من هنا نستطيع أن نفهم إلى حد ما أن لفظ "الكلمة" يعني "نطق الله العاقل" أو "عقل الله الناطق" وعلى هذا النحو يمكننا أن نفهم دور اللوجوس في الخلق فالله خلق العالم بعقله الناطق أو بنطقه العاقل وبالتالي يمكننا القول أن الله خلق العالم بعقله الناطق و أعطاه الحياة بروحه.



2. الثالوث الأقدس في العهد الجديد

عند الكلام عن سر الثالوث في العهد الجديد سنصطدم بحقيقة ثابتة وهي أن كلمة الثالوث لم ترد كلفظ في كل العهد الجديد, وذلك لكون النص الكتابي في حد ذاته ليس إعلان عقائدي. لذا سيكون خطنا الفكري في هذا الجزء هو الكلام عن الأقنوم الثاني والثالث وتفصيل علاقتهم بالأقنوم الأول, ثم نعلن مواقف ثالوثية واضحة في العهد الجديد.

أ. نصوص تعلن أن يسوع هو ابن الله

+ تجارب يسوع "إن كنت ابن الله" (مت 4: 1-11)

+ الابن يحيا بالآب (يو 6: 57)

+ مشيئته هي تتميم رسالة الله (يو 4: 34)

+ ما يفعله الآب يفعله الابن (يو5: 19)

+ من يكرم الابن يكرم الآب (يو8: 49)

+ بالابن وحده نعرف الآب (مت 11: 25-30), (لو10: 21-22), (يو14: 9-11)

+الابن يعمل اعماله باسم أبيه (مت10: 24-25, 30)

+ الابن نال كل سلطان من الآب (مت28: 18-20)

+ يسوع هو كلمة الله (يو1: 1-18)

+ له علاقة فريدة مع الآب فهو أزلي (يو1: 2)

+ هو الوسيط الوحيد بين الله والانسان: - في الخلق (يو1: 10) - في الخلاص (يو1: 13)

- به نحصل على النعمة والحق (يو1: 17)

ب‌. مواقف ثالوثية واضحة في العهد الجديد

· البشارة بميلاد يسوع (لو1: 26-38).

· معمودية يسوع (مت3: 3-7).

· التجلي (لو9: 28-37)

· إرسالية يسوع لتلاميذه وتحديد المعمودية (مت 28: 19)

· عبارات ثالوثية في رسائل القديس بولس (2كو13: 13), (1كو 16: 23), (غلا6: 18), (1كو12: 3-6)

ثالثاً: الثالوث في فكر آباء الكنيسة ومجامعها

الشهادات الثالوثية لآباء الكنيسة كثيرة نسوق البعض منها على سبيل المثال لا الحصر, لنبرهن أن إيمان أباء الكنيسة بالثالوث موجود منذ بداية الكنيسة, وليس كما يقول البعض أن المجامع هي التي وضعت هذه العقيدة متأخرأً.

· القديس اكليمندس الروماني (+101 م)

"أليس لنا بإله واحد مسيح واحد وروح نعمة واحد ينسكب علينا"

"إذاً حيٌ هو الله, وحيٌ هو يسوع المسيح ربنا، وحيٌ هو الروح القدس الذي فيه إيمان المختارين ورجاؤهم"

· القديس أغناطيوس الأنطاكي (+110)

"أعتبرتم نفوسكم كحجارة هيكل الله أعدت لبناء الله الآب، ارتفعتم إلى فوق بأداة رافعة يسوع المسيح أي بالصليب، بحبل الروح القدس"

· الشهيد بوليكاربوس (+ 155) "لهذا أحمدك على كل شئ وأباركك وأمجدك خلال رئيس الكهنة السرمدي السماوي, يسوع المسيح، أبنك الحبيب، الذي له المجد معك ومع الروح القدس الأن وكل أوان...".

· ثيوفيلس أسقف أنطاكية (185ـ191) أول من أستخد تعبير الثالوث للتعبير عن لاهوت الله "الأيام الثلاثة قبل خلقة الأنوار الثلاثة هي على مثال الثالوث...الله وكلمته وحكمته"

· القديس أيريناؤس أسقف ليون (140ـ202)

"لا يحتاج الله إلى أخرين ليتمم ما قددبره بنفسه... فمعه على الدوام الكلمة والحكمة الابن والروح, بهما وفيهما خلق كل الأشياء حرة... ولهما يقول (لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا)".

· القديس أكليمندس الإسكندري: وهو أول من دمج اللاهوت بالفلسفة يقول.

"الله لا يترك بمعرفة بشرية قائمة على حقائق معروفة سابقة,إذ لا يوجد شئ يقدر أن يسبق الكائن الواجب الوجود بذاته, ما يتبقى إذاً هو أنه يمكن فهم غير المدرك فقط بالنعمة الإلهية وبالكلمةالصادرة عنه"

ويجيب أكليمندس عن التساؤل الدائم كيف يمكن أن يكون الواحد ثلاثة والثلاثة واحد؟ فيقول " إن الله فوق الأرقام, حينما نقول أنه واحد لا نخضعه لقواعد حسابية بشرية؛ فإن الله واحد ويتعدى الواحد وفوق الوحدانية ذاتها"

· العلامة أوريجانوس (185ـ254)

"كما أن النور لا يمكن أن يكون دون بهاء, كذلك الابن لا يمكن أن تنظر إليه منفصلاً عن الآب, وهوالذي ندعوه ختم الجوهر, والكلمة والحكمة...هذا كله من جوهى لله الآب, ولا يمكن أن ينزع عنه, ولا أن ينفصل عن جوهره"



· القديس أثناسيوس الرسولي (295ـ373)

"عندما يمجد السيرافيم الله يقولون ثلاثة مرات قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت, فإنهم يمجدون الآب والابن والروح القدس"

"الثالوث القدوس المبارك غير قابل للتجزئة، وهو واحد في ذاته، فإذا ذكرنا الآب نعني ضمنياً الابن الكلمة, كما نعني أيضاَ الروح القدس الذي في الابن, وإذا ذكرنا الابن فإن الآب في الابن، والروح القدس ليس خارج الكلمة لأنه توجد نعمة واحدة تتحقق من الآب والابن والروح القدس".

· القديس غريغوريوس أسقف نيص (335-394)

"في الطبيعة الإلهية لا يعمل الآب شيئاَ ما إلا مع الابن، كذلك الابن لا يقوم بعمل ما منفصلاً عن الروح القدس، بل يمتد كل عمل من الله إلى الخليقة ويمكننا تمييزه وفق مفاهيمنا، إنما أصله في الآب ويأتي من الابن ويجد كماله في الروح القدس"





رابعاً: الاعتراضات الحالية (الإسلامية) على الثالوث

استند المسلمون في اعتراضاتهم على عقيدة الثالوث على بعض الآيات القرآنية، ويمكننا من عرض هذه الآيات أن نستنتج أوجه هذه الاعتراضات:

أ‌. الآيات القرآنية

1. "قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" (سورة التوحيد)

2. "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق, إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فآمنوا بالله ورسوله، ولا تقولوا ثلاثة. انتهوا خيراً لكم إنما الله واحد سبحانه أن يكون له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً. لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله وحده ولا الملائكة والمقربون، ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً" (سورة النساء 171-172).

3. "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد" (المائدة 73).

4. "إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس أتخذوني وأمي إلهين من دون الله" (المائدة ).

5. "بديع السموات والأرض كيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة" (الأنعام 101)



ب‌. الاعتراضات

ذكرنا بعض الأيات القرآنية التي يستند عليها المسلمون في رفض عقيدة الثالوث, لأنهم يرون فيها مناداة بثلاثة آلهة, ودعوة ضد التوحيد.

ويمكننا أن نلخص أهم هذه الاعتراضات في خمس هي:

1. الثالوث المسيحي ضد التوحيد حيث ينادي بثلاث آلهة.

2. إذا تم التسليم بوجود آب و ابن وروح قدس والثلاثة واحد فكيف يمكن التمييز بينهم؟ هذا ولماذا تحديد الأقانيم بثلاثة فقط, ولماذا لا تكون أقل أو أكثر؟

3. إذا كانت الأقانيم الثلاثة لا تنفصل فيما بينهم ولا يفترقون بعضهم البعض, إذاً هل الآب والروح القدس تجسدا مع الكلمة؟ وإذا كانت هذه الأقانيم الثلاثة لإله واحد وجب وصف كل واحد منها بصفة خاصية الآخر (ولد, مولود, منبثق), وكل واحد من الخواص يسمى بهذه الأسماء الثلاثة حتى لا يخالف بعضهم البعض.

4. يظهر الاعتراض الرابع في تخيل علاقة جسدية تناسلية, فكيف يليق بالله أن يتخذ صاحبة وولد, والله لم يكن له كفواً أحد.

5. أما الاعتراض الخامس فيشير إلى أن هذه التسميات لله في أقانيمه (آب, ابن، روح قدس) هي من صنع الانسان, وإختراع بشرهم المسيحيون عندما أرادوا أن ينسبوا الأولوهية إلى المسيح عيسى بن مريم.

يلاحظ من هذه الاعتراضات إفتخار المسلمين بوحدانيتهم للخالق، ويتهمون بالكفر أو الشرك الذين يقولون أن الله ثالث ثلاثة ولكن بالرغم من ذلك فكل هذه الاعتراضات لا ينفي أن وحدانية الخالق في الاسلام موضع تساؤل. فليس المسيحيون وحدهم يتساءلون عن معنى الوحدانية بل أيضاً المسلمون. وقد سئل يوما على بن ابى طالب عن معنى التوحيد فقال (ان القول بأن الله واحد له قصد باب العدد، فهذا غير جائز، لأن مالا ثانى له لايدخل فى باب العدد . ومن قال ان الله واحد، واراد النوع او الجنس فقوله ايضا باطل لان الله سبحانه منزه عن نوع وعن جنس ، اما الوجهان لصحيحان ،فقول القائل :ان الله واحد ،متفرد عن الاشياء ،ومنزه عنها .اوقال لقائل ان الله واحد احد. اى ان لاينقسم فى وجود ،اوعقل، فكذلك الله ربنا . فلا يكفى للمؤمن فى الاسلام القول بان الله واحد ولكن عليه ان يتفهم ما هو مكنون وراء العباره، للوصول الى الاقرار والايمان الحقيقى .



خامسا: الرد على الاعتراضات ومحاولة فهم ايمانى عقلى للثالوث:

1-الاستفاده من مصادر اسلاميه للرد على بعض الاعتراضات :

(الانسان عدو ما يجهل )مقوله شهيره ،فعن جهل اعتقد بعض المسلمين ان المسيحيه تنادى بثلاثة الهه، وعن جهل ايضا اعتقد بعض المسيحين ان هذا راى الاسلام ككل .بينما ما سوف نعرض له من اراء الفلاسفه وعلماء الاسلام يجعلنا نتساءل ، اليس هناك ما يمكن ان نستشفه ويكون متوافقا مع الايمان المسيحى باله واحد فى اقانيم ثلاثه.

ويمكن الاستفاده من المصادر الاسلاميه للرد على بعض الاعتراضات فى نقطتين :

اولا : موقف المفسرين من الايات القرانيه :

+"ولا تقولوا ثلاثه" (النساء171)

- قال الجلالان : اى الالهه ثلاثه :الله وعيسى واحد .

- وقال البيضاوى : ان صح ان النصارى يعنون بالاب الذات وبالابن العلم وبالروح القدس الحياه ، فذلك لايدل على تعدد الذات الالهيه، لان العلم والحياة فى الله هما ذات الله بعينها وهكذا تختلف جوهريا مقولالقران عن مقولة الانجيل فى التثليث.

- وقال الزمخشرى :ان مقال القران عن التثليث تدل على حكاية بعض نصارى العرب والقران يكفرهم وليس على حكاية الانجيل والنصارى عامه الذين يقولون ان الله جوهر واحد فى ثلاثة اقانيم ، وهذه المقاله لا تنافى التوحيد ،ولا دخل لمريم فى هذا التثليث ، الذى يعتقد بعض نصارى العرب فى ان الله والمسيح ومريم ثلاثه الهه وان المسيح ولد الله من مريم . وبالتالى فان مقالة الانجيل والنصارى عامة لايقصدها القران .

- وقال الرازى " ان مذهب النصاري مجهول جدا ، حيث اثبتوا ذاتا موصوفه بصفات ثلاثه ، الا انهم وان سموها صفات فهى فى الحقيقه ذوات قائمه بانفسهم ، فلهذا المعنى قال " لا تقولوا ثلاثه " الا ان الرازى يعود فيقول "فاما ان حملنا الثلاثه على انهم يثبتون صفات ثلاثه فهذا لا يمكن انكارها ، وكيف لا نقول ذلك وانا نقول (اى المسلمين):

هو الملك ،القدوس ،العالم،الحى، القادر........ونفهم من كل واحد من هذه الالفاظ غير ما نفهم من اللفظه الاخرى، ولا معنى لتعدى الصفات الا ذلك فلو كان القول بتعدد الصفات كفر لزم رد جميع القران ولزم رد الفعل من حيث انانعلم بالضروره ان المفهوم من كون تعالى عالما غير المفهوم من كونه حيا "

وبهذا نجد ان اراء الرازى تتفق مع البيضاوى والزمخشرى حيث يصفون مذهب المسيحيين انه (جوهر واحد وثلاثه اقانيم ،اقنوم الاب ويراد به الذات ،واقنوم الابن ويراد به العلم ،واقنوم الروح القدس ويراد به الحياه )

+ ثانيا : اراء بعض فلاسفة وعلماء الاسلام :

ا- الامام الغزالى (1059_1111م)

قال الامام الغزالى فى كتابة (الرد الجميل) "يعتقد النصارى ان ذات البارى واحدة فى الجوهر ، ولها اعتبارات .والحاصل من هذا التعبير الاصطلاحى ، ان الذات الالهيه عندهم واحدة فى الجوهر وان تكن منعوته بصفات الاقانيم "

ب_ الشيخ ابو الخير الطيب : قال الشيخ ابو الخير الطيب فى كتابة (اصول الدين) " اقوال علماء النصارى تشهد بتوحيدهم ، لانهم يقولون ان البارى تعالى جوهر واحد موصوف بالكمال، وله ثلاث خواص ذاتيه كشف المسيح القناع عنها وهى :الاب الابن والروح القدس .ويريدون بالجوهر هنا ما قام بنفسه "

ج_ القاضى ابو بكر محمد بن الطيب الباقلانى 1023م

قال فى كتابه (الطمس فى قواعد الخمس) :"واذا امعنا النظر فى قول النصارى ان الله جوهر واحد وثلاثه اقانيم لا نجد بينهم وبيننا اختلافا الا فى اللفظ فقط ، فهم يقولون انه جوهر ولكن ليس كما الجواهر المخلوقه ويريدون بذلك انه قائم "







د_ الامام النسفى القرن الرابع عشر :

قال فى كتابه (العقائد النسفيه) "لا مخالف فى مساله توحيد واجب الوجود الالثنويه (اى الذين يعتقدون بالهين: واحد للخير واخر للشر ) دون النصارى ويعنىان النصارى موحدون

ه_ ابن سينا 1036:980م

قال "ان الله علم وعالم ومعلوم ، وعقل وعاقل ومعقول "

و_محى الدين العربى 1240:1165م

قال فى كتابه (نصوص الحكم )"ان اول صوره تعينت فيها الذات الالهيه كانت ثلاثيه وذلك لان التعيين كان فى صورة العلم حيث العلم والعالم والمعلوم حقيقه واحده ، كما ان اول حضره الهيه ظهره فيها الله كانت ثلاثيه لانها حضرة الذات الالهيه المتصفه بجميع الاسماء والصفات فضلا عن ذلك لان عملية الخلق نفسها تقتضى وجود الذات الالهيه والاراده والقول فالتثليث اذا هو المحور الذى تدور حوله رحى الوجود وهو الشرط الاساسى فى تحقيق الايجاد و الخلق .

"وقد انشد الفيلسوف محى الدين العربى فى حب الله قائلا

(تثليث محبوبى وقد كان واحدا كما صير الاقنام بالذات اقنما "



2_محاولة الفهم الايمانى العقلى للثالوث:

ا_ الله الثالوث الاحد :

ان منطلق حاديثا اللاهوتى عن الله فى صيغتين :

الاول فهى الصيغه المقتضبه الرائعه التى اعلنها يوحنا " الله محبه"(1يو8:4) .اما الثانيه فتقربوحدانية الله المطلقه "الله الاحد"(يو 44:5) ان المسيحيه على غرار اليهوديه والاسلام تؤمن باله واحد لا اله غيره، الا انه واحد لا وحيد لانه محبه ، فالمسيحيه دون سواها تؤمن باله واحد وثالوث ، فقد تحدث الاباء الشرقيون عن "الثالوث – الاحد " لذا نرسم الصليب ونقول بسم الاب والابن والروح القدس اى باسم الثالوث ثم نضيف "اله واحد" لذلك لا نقول باسماء .

وقانون ايماننا نفسه يقر بذلك (نؤمن باله واحد ...الاب...الابن...الروح القدس) .

يتضمن اعلاننا بان الله محبه "محبه لطرف اخر فالمحبه تستدعى ان نحب طرفا اخر .

فمن ترى هذا الاخر؟ هل هذا الطرف اله اخر خارج عن الله ومستقل عنه ؟ كلا لان هذا الاحتمال يصل بنا الى تواجد الهين اثنين مستقلين الواحد عن الاخر ، وهذا ما يرفضه الايمان بالله الواحد . هل هذا الطرف هو الله ذاته ؟ كلا لان هذا الاحتمال يتنافه تماما وفكرة المحبه ، وذلك لان محبة الله لله هى منتهى الانانيه المتناقضه كليا والمحبه .

فالاحتمالان السابقان مرفوضان، احدهما لانه ضد الله( الاحد) والثانى لانه ضد"الله المحبه " هل هذا الطرف هو الانسان ؟ كلا لان الله محبه فى حد ذاته بغض النظر عن خلق الانسان ولانه محبه فى ذاته فهو يخلق الانسان ، وبالتالى فالطرف الثانى اذا ليس هو الانسان وانما الانسان ثمرة هذه المحبه وليس سببها او موضوعها الاول . تبقى لنا اذا ان نقر بان الله محبه فى ذاته، فى كيانه ، فى داخله قبل خاقه الانسان ، فنقول لان الله محبه يعنى كينونته محبه فليست المحبه صفه من صفاته الكثيره بل هى كيانه وجوهره وتتضمن المحبه بهذا المفهوم ان فى داخل الله ازدواجا وتبادلا بين طرفين (او اكثر ) نقول فى داخل الله على خلاف محبه الله لاله اخر خارج عنه ومستقل عنه او احتمال محبة الله للانسان الخارج عنه .

ففكرة الازدواج والتبادل تحترم وحدانية الله المطلقه من جهة(فلا اله الا هو ) وتتضمن علاقة المحبه (تبادل داخل الله ) من جه اخرى .

فالله اذا احد لا وحيد بل فى علاقة ، وسنعبر عن هذا فيما بعدبمفارق الوحده التميز اى وحدانية الله الاحد المطلق وتمييز اقا نيمه الثلاثه .فحسبنا ان نقترب بان الله احد على الاطلاق ولكنه ليس وحيدا منعزلا على الاطلاق.

وفى وصولنا الى هذه النقطه نعود الى الوحى – فيسمى يسوع الطرف الاول الاب، والثانى الابن، فالاب يحب الابن ، والابن يبادل الاب محبته ، وهذه المحبه المتبادله هى الروح القدس

ب_ كيف نفهم الادة الاب لابنه؟

"الله لم يلد ولم يولد " هذا اعتراض المسلمين ، وهذا الاعتراض منطقى لو اخذنا لفظه الالاده بمد لو لها البشرى الجسدى الجنس الزمنى ، ولكن فى سبيل فهمها فهما صائبا يليق بسر الله ، وامينا للوحى ،وجب علينا تطهير اللفظه من لولا البشرى لترتقى ) مفهومها الالهى .

1- هى الاده سرمديه مستديمه لازمنية :

+الادة الازليه عندما يستخدم الكتاب المقدس مثل هذة التعايير " فى البدء" "قبل انشاء العالم " "قبل كل شىء " انما يقصد بها الاده الاب للابن الادة غير زمنيه ، لان الله فى خارج الزمن بل هو خالق الزمن وهذه الالاده ازليه اى لابداية لها ، وهذا على خلاف ايه الاده بشريه هى حتما زمنيه لها بدايه فى الزمان .

وبالتالى لا اسبقيه زمنيه للاب على الابن . فليس الاب "قبل " الابن على الاطلاق..

+الادة ابديه :

اذا كانت الاده الاب للابن ازليه فهى ابديه ايضا اى لا نهايه لها كما لا بدايه لها لان الاب يتسامى على الزمان . على البدايه والنهايه ففى الله ما لابدايه له لا نهاية له .

+الادة مستديمه :

اى ان الاب يلد ابنه بدون انقطاع ، فلان الالادة سرمديه لا بدايه ولا نهايه لها ، فهى تستمر . الانسان الخاضع للزمن له ماضى وحاضر ومستقبل ، اما بالنسبه لله فالامر مختلف كليا فكل شىء له حاضر مستديم ان صح استخدام هذه العباره الزمنيه

يقدم لنا يوحنا الدمشقى هذا التشبيه فيقول " كما ان مع وجود النار يكون النور الصادر منها ، ولا تكون النار اولا وبعد ذلك النور ، بل يكونان معا ، وكما ان النور الصادر من النار مولود منها دائما و لا يفارقها البته ، كذلك يولد الابن من الاب بدون ان يفارقه البته ، بل يكون فيه دائما "

+الادة روحيه لا جسديه ولا مكانيه

*الاده الروحيه :

ان كان الاب فى الاده الابن يتعالى على الزمان ، فانه يتسامى على المكان ايضا ، فالادته ابنه الاده لا تخضع للمكان . فاما الالاده البشريه فهى مكانيه بمعنى انها جسديه ، اذا ان الجسد يخضع للمكان ويملا خيرا معينا ، واما الادة الابن من الاب فليست جسديه (جنسيه) بل هى الاده روحيه صرف لان الله روح لا جسد له . وان كنا نتكلم عن المعموديه على انها الاده بالروح فكم بالحرى تكون الاده الابن الازلى .

*الاده غير جسديه :

فكل النصورات الجسديه والجنسيه التى يتهم بها البعض المسيحيين لاغيه باطله ، ولا اساس لها بل ولا معنى لها على الاطلاق ، وبذلك لا معنى لاشتراط علاقه بين عنصر ذكري واخر انثوى فى الاده الاب لابنه ، فالاب الذى يتعالى على المكان يتعالى على التمييز بين الذكر والانثى لانه خالق الذكر والانثى .

ج- اشكالية وحدانية الله / ثالوثيه اقانيمه:

ان العقل يعثر حقيقة امام الوحى المسيحى من وحدانية الله المطلق التى لا تقبل على الاطلاق تعدد الالهه ، وما تؤمن به المسيحيه من تمييز الاقانيم الالهية الثلاثه الذى يقر بتعدد حضرات الله ويثير هذا الوحى المسيحيى قضيتين نظريتين للعقل البشرى .

- اما القضيه الاولى : فتكمن فى انه يبدو للوهلة الاولى ان هاتين الحقيقتين متعارضتين متناقضتين مخالفتين لمنطق العقل .فكيف يمكن التوفيق بين وحدانيه الله وتميزه

ولفهم جدلية الوحدانيه /التميز سنضرب مثلا يساعدنا على هذا .

الرجل والمراة يصيران بالزواج جسدا واحدا ولكنهما يظلان متميزين كل التميز وتميزهما لا يلغى وحدتهما.

وبالتالى يمكن التساؤل : الا يكون هذا الوضع البشرى " على صورة الله كمثاله "؟ الا يصير الوضع البشرى هذا على حقيقة الوضع الالهى حيث ان الاب والابن والروح القدس واحد فى ثلاثه وثلاثه فى واحد , بدون اى تعارض او تناقض ,وبدون تلاشى اى اقنوم فى الاخرين ولا اى امتصاص اقنوم للاخرين بل على العكس مع احترام كلى وتام لكل اقنوم فى تميزه عن الاقنومين الآخرين .

وبالتالى نستطيع القول ان تميز الاقانيم لا يهدم وحدانيه الله وان وحدانيه الله لاتهدم تميز الاقانيم

ان علاقة وحدانيه الله / تميز الاقانيم علاقة جدليه بتمام معنى الكلمه ،اى انها تدمج حقيقتين فى حقيقه ثالثه تجمعهما فى ائتلاف جديد . فليست حقيقة الله كامنه فى كون احد ولا فى كونه ثلاثه بل فى كونه احد وثلاثه معا .

اما القضيه الثانيه التى يثيرها العقل لانها عثره له فتكمن فى المفهوم الخاص بعلاقة المقولتين

(الواحد /الكثير ) ففى الفلسفه اليونانيه "الواحد "فقط هو الهى لانه بسيط لا يتجزا ،فهو كامل اما

" الكثير "فلانه يتجزا فهو غير بسيط وغير كامل ،وبالتالى هو غير الهى

ان هذا المنطق الفلسفى اليونانى مختلف كل الاختلاف لآ عن المسيحيه فحسب ,بل عن المنطق الفلسفى الشخصانى ومنطق علم النفس ايضا ،حيث ان قمة الكائن البشرى تكمن لا فى ان يكون

واحد وحيد ،بل فى ان يكون فى علاقه مع الاخرين . فذاتيه الشخص او هويته تتكون وتنمو عن طريق الغيريه اى بالتبادل مع الغير ،فليس الشخص شخصيا الا بقدر ما هو "كائن فى علاقه " .وان لفظة شخص باليونانيه prospon مكونه من الحر ف pros اى نحو ومن الفعل pon اى نظر ,فالشخص هو نظره نحو الاخر، وفى اللغه اللاتينيه لفظة persona

مكونه من الحرف per اى نحو ومن الفعل sona اى اخرج صوتا،فالشخص يتكلم .يسمع –نحو اى يتحاور مع وان كان الامر هكذا فى الانسان ،افليس لان الانسان "على صورهة الله كمثاله "فان كان "كائنا فى علاقة" افليس لان الله نفسه "كائن فى علاقة "فليس اذا الله واحد منعزلا بل هو احد فى علاقة .ففى داخل الله وفى صميم كيانه "النظر – نحو " و"التحاور – مع " فاما النظر نحو فيتضمن"الصورة " لان الاب يلد ابنه امامه مقابلا له كما

اسلفنا تبيانه ،وفى انجيل يوحنا فعل "راى " (يعبر عن رؤية الابن ما يفعله الاب ) كثير الاستخدام فالابن "ينظر – نحو " الاب واما التحاور مع فانجيل يوحنا يبينه اذ يسمى الابن الكلمه فهو الكلمة التى يقولها الآب وهو يسمع ما يقوله الآب فهما يتحاوران .

خاتمة :

خلاصة القول ان وحدانية الله المطلق لا تتعارض تماما وتميز اقانيمه الذين ينظرون بعضهم نحو بعض ويتحاور بعضهم مع بعض ،او بقصير العبارة يدخلون فى علاقة بعضهم مع بعض .

فبينما تقر الفلسفة اليونانية بان الكامل كامن فى"الواحد " واليهودية والاسلام هما بهذا المعنى متاثران ،يقر الوحى المسيحى بان الكامل كامن فى العلاقة وبان حقيقة الله كامنة فى العلاقة الجدلية بين "الواحد –الكثير "فى علاقة تتجاوز " الواحد "و " الكثير " فى ائتلاف جدلى جديد

يجمع الواحد والكثير ،فحقيقة الله ليست فى انه واحد ولا ان كونه ثلاثة بل فى كونة "احد وثالوث " .



المصادر والمراجع :-

- الكتاب المقدس –طبعة دار الكتاب المقدس فى الشرق الاوسط .

- التعليم المسيحى للكنيسة الكاثوليكيه –المكتبه البوليسية-جونين لبنان 1999.

- مجموعة مؤلفين –تقديم الثالوث القدوس للفكر المعاصر-مجلس كنائس الشرق الاوسط القاهرة 1991 .

- سليم بسترس-اللاهوت المسيحى والانسان المعاصر .المكتبة البوليسيه بيروت-لبنان 1985

- مجلس كنائس الشرق الاوسط ،الثالوثيات مقاربات معاصرة القاهرة 1994 .- كلية العلوم الانسانية واللاهوتية، مجلة صديق الكاهن العدد الثالث ،يوليو 1994
هنرى هانى
هنرى هانى
Admin
Admin

عدد المساهمات : 491
تاريخ التسجيل : 30/11/2009

http://morcos.ahlamountada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى