أحد الكنوز

أحد الكنوز
أحبائىِ .... الأحد الأول مِن الصوم المُقدّس .. أحد الكنوز "
فِى فترة الصوم المُقدّس لابُد أن يجتهِد الانسان فِى أن يجمع لهُ كنزاً فِى السماء مِن خِلال صومه وصلواته وعِباداته 0فِى هذهِ الفترة المُقدّسة بِنجمِع فيها كنوز بقدر طاقتنا ، فنحنُ لم نمتنِع عن طعام فِى فترة الصوم ولكِن بِنجمع كنوز روحيّة وسماويّة ، ولِذلك الكنيسة تقول لنا " لأنّهُ حيثُ يكون كنزك هُناك يكونُ قلبك أيضاً " 00" إِصنعوا لكُم أكياساً لا تبلى وكنزاً فِى السماوات لا يفنى حيثُ لا يسرِقهُ سارِق ولا يُفسِدهُ سوس " 0الكنيسة تُريد أن تلفِت نظرنا لِكنوز لا تضيع00ولِكنوز لا تُسرق 00ولا تُسوّس00
اليوم بِنعمة ربنا سنتكلّم عن أمرين :0
1- ما هو كنزك:-
الكنز هو غِنى الإِنسان والّذى يشعُر أنّهُ سانده ، الكنز هو ثروة الإِنسان التّى يتكِلّ عليّها ويفتخِر بِها ، الكنيسة هُنا بِتُعطينا نهى وأمر فتقول " بِيعُوا أَمتِعتَكُمْ وَأَعْطْوا صَدَقَةً 0 اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاساً لاَ تَفْنَىَ وَكَنْزاً لاَ يَنْفَذُ فِى السًمَاوَاتِ " ( لو 12) 0
الكنيسة تُريد أن تُعلّمنا وتقول للإِنسان لا تضع ثِقتك فِى الكنوز الأرضيّة ،
الكنيسة بتقولّك فِى بِداية الصوم المُقدّس ما هو كنزك ؟ ما هو ضمان مُستقبلك ؟ الكنيسة بتقولّك إِنتبه كنوز الأرض مُعرّضة للفساد وغير دائمة ، إِجعل كنزك فِى أمر روحانىِ ، فكمْ إِنسان غنىِ فِى الأرض ليس لهُ كرامة فِى السماء ! أُنظُروا لِكنز الأنبا أنطونيوس وثروتهُ ماذا فعل بِهُما ؟ هو حوّلها للمكان المضمون حيثُ لا يُفسِدهُ سوس ولا يسرِقهُ سارِق 0والآباء القديسين بِيتأمّلوا فِى كلِمة ربنا بِحُب وشغِف ،
الآباء يقول " إِن كُنت حكيم إِلتمس فهماً لا ذهباً وإِقتنىِ سلاماً لا مُلكاً " ،
الكنيسة تُريد أن تقول لك وأنت فِى فترة الصوم بِتضبُط شهواتك فأجعل عملك روحانىِ ، وكُن عِندك ثقة فِى الميراث السماوىِ ، بولس الرسول يقول عن الميراث الّذى فِى السماء أنّهُ " لا يفنى ولا يضمحِلّ محفوظ لكُمْ فِى السماوات " ، ميراث الأرض بِيفنى وبيضمحِلّ ، ولِذلك الإِنسان الحكيم لا يعيش فِى كنز أرضىِ ولا فِى لذّة أرضيّة 0الإِنجيل اليوم يُريد أن يقول لنا فِى فترة الصوم أنّهُ يجب أن يكون عِندك إِبتهال لربنا
وإِجعل ثِقتك فِى ربنا وقُلّ لهُ أنت كنزىِ 00أنت غِناى
المزمور اليوم يقول " إِليك يارب رفعتُ نفسىِ ، ياإِلهىِ عليك توّكلت " ،
قُل لهُ أنا يارب متكِل عليك 00أنت مصدر غِناى 0
0جميلة جداً العِبارة التّى قيلت فِى سِفر التكوين عِندما قالها ربنا لأبونا إِبراهيم وهى" أنا أجرك ، أنا غِناك " ، جميل جداً داود النبىِ عِندما يقول " قالت نِفَسىِ نصيبىِ هو الرّبّ " 0أيوب البار يقول " القدير تبرّك " والتبر هو الغِنى ، أى القدير غِناك
2- مِن هو سيّدك :-
الكِتاب يقول " لا يستطيع أحد أن يخدُم سيّدين " ، وكلِمة " يخدُم " فِى الترجمة " يُستعبِد " ، والعبوديّة فِى الكِتاب المُقدّس هى عبوديّة الخطيّة ، مُستحيل أن أكون عبد لأثنين فِى نِفَس الوقت إِمّا أن أُرضىِ واحِد وأبغُض الآخِر ، إِمّا عبد للمسيح أو عبد عِند العالم
أحد القديسين يقول " أنت عبد ربّك فلا تعمل لِسواه ولا ترضى سِواه " ،
لا تهتّم بإِرضاء غيره لأنّك لو إِهتميت بِغيره فأنت بِذلك تُريد أن تكون عبد لغيره ، أنت عبد لِمن ؟!فالعبد يكون مُطيع وخاضع لِسيّدهُ ،
ربنا يسوع يُريد أن يقول لك أنّ الأخلاص الّذى يُمكِن أن تُعطيه لربنا فِى الحياة يجب أن يكون أكثرمِن خدمة شفتين أو يدين ، ولكِن يجب أن يكون مِن كُلّ القلب ،
0الإِنسان الّذى يُريد أن يُرضىِ ربنا لابُد أن يفحص قلبه ويرى هو مُستعبِد لأى سيّد !!عبوديّة العالم مُرّة 00مذلّة ، أُنظُر لعبيد ربنا يسوع كم أنّهُم أخذوا مجد وكرامة ، وكيف أنّهُ عاملهُم بِمجد 0أُنظُر كيف أنّهُم سلّموا لهُ عُمرهُم وأنفاسهُم ونبضاتهُم وكيف أنّهُ رفعهُم 0جميل جداً فِى قصة الإِبن الضال أنّهُ يقول " مَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحَدٍ مِنْ أَهْلَ تِلْكَ الْكُورَةِ ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ " ( لو 15:15 ) ، أعطى لهُ أدنى شُغل 00قارِن ذلك بِصورة أبوه " قَاَلَ لِعَبِيدهِ : أَخْرِجُوا الْحُلّةَ الأْولَى وَأَلْبِسُوهُ ، وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِى يَدِهِ ، وَحِذَاءً فِى رِجْلَيْهِ ، وَقَدّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفَْرَحَ " ( 15 : 22 ، 23 ) 0فالأولّ لا يُريد أن يُأكّلِهُ فالإِبن كان عِندهُ يشتهىِ أن يملأ بطنهُ مِن الخرنوب الّذى كانت الخنازير تأكُلهُ ، أمّا الأب أعطى لهُ العِجل المُسّمِن ، الأب بيُعطىِ لهُ الحُلّة الأولى ، أمّا الأول بِيجرّدهُ وبيجعلهُ يعيش كحقيرٍ ، الأب بيُقيم لهُ حفلة أمّا الأول بيجعلهُ يعيش فِى عبوديّة 0ربنا بيُعطينا مجد وستر وغِنى ولِذلك نقول لهُ أنت سيّدنا ، لأنّهُ فِعلاً يسود علينا وأعطانا غِنى ومجد وكرامة ،
إِحذر أن يكون لك سيّد غيّرهُ ، هو تارِك لنا حُريّة الإِختيار ، ولِذلك بولس الرسول يقول وهو مُتأسّف " دِيماس تركنىِ إِذ أحب مِجد هذا العالم " 00" ألا تعلمون أنّ محبة العالم هى عداوة لله " ، ويُشبّهها الكِتاب بأنّها خيانة لِربنا يسوع
، حاول فِى فترة الصوم أن تكون لك فترة لإِقتناء أمور سماويّة 0ولِذلك نقول فِى الصوم " طوبى للرُحماء على المساكين فإِنّ الرحمة تحِل عليهُم " ، لِماذا فِى هذهِ الفترة ؟ لأنّ الكنيسة أولادها بيعيشوا فِى الصوم المسكنة والإِتضاع وبيأكُلوا أكل بسيط فيحدُث وفرة فِى المال فيتصدّقوا بهِ على إِخواتهُم المساكين ، لأننّا يجب أن نصنع صدقات مِن قوتنا الشخصىِ ، فقوتىِ الشخصىِ أُقلّلهُ وأتصدّق بهِ لكى أنال كنوز سماويّة
ربنا الّذى أعطانا هذهِ الأمور يجعلنا نخضع لهُ ونرِث معهُ ملكوت السماوات ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين
القس أنطونيوس فهمى