حياة القديس أثناسيوس
صفحة 1 من اصل 1
حياة القديس أثناسيوس
[
حياة القديس أثناسيوس في ترجمة عربية مجهولة
بقلم الأخ وديع الفرنسيسكاني
تواريخ متعارف عليها في حياة القديس أثناسيوس
نقدّم الآن بعض التواريخ والمعلومات التاريخية، المتعارف عليها في حياة القديس أثناسيوس؛ لكي تكون كمرجع نعود إليه.وُلد القديس أثناسيوس، على الأرجح، في مدينة الإسكندرية، 295 أو 296 (وبالتالي يمر على ميلاده هذا العام ألف وسبعمائة سنة). وينحدر القديس، حسب أكثر المصادر، من أسرة وثنية. وقد قبل العماد من يد الأنبا ألكسندروس أسقف الأسكندرية، الذي رسمه بعد ذلك شماساً وجعله كاتباً (سكرتيراً) له. وفي سنة 325 رافق الشاب أثناسيوس أسقفه إلى مجمع نيقيا، وفي سنة 328 خلفه على كرسي المدينة. ويوم 7 نوفمبر 335، نفى الملك قسطنطينوس القديس أثناسيوس إلى مدينة ترير بوسط غرب ألمانيا الحالية، وبقي هناك حتى سنة 337. وفي عهد الملك قسطنطينوس الثاني، وبعد أن استولى شخص يُدعى غريغوريوس الكبادوكي على كرسي الإسكندرية، هرب القديس إلى روما، يوم 18 مارس 339، وحل ضيفاً معززاً مكرماً على يوليوس (337-352) أسقف المدينة.
وبعد جولة في أوروبا وآسيا، عاد القديس أثناسيبوس إلى الإسكندرية، يوم 21 أكتوبر 346، بعد غيبة طالت سبع سنوات. وبعد عشر سنوات من الهدوء والعمل الدؤوب، وفي عهد الملك كوستنسوس، بعد أن استولى جيورجوس (جرجس) على كرسى الإسكندرية، هرب القديس أثناسيوس، يوم 8 فبراير 356، وظل مختفياً داخل مصر لمدة ست سنوات، وعبثاً بحث عنه جنود الملك في كل مكان، إلى أن ملك يوليانوس الجاحد، الذي سمح للأساقفة المنفيين بالعودة إلى كراسيهم. فعاد القديس أثناسيوس إلى الإسكندرية، يوم 21 فبراير 362.
ولكن سرعان ما أخذ طريق الصحراء، يوم 24 أكتوبر 362، والتجأ إلى أديرة الرهبان. وبعد موت يوليانوس في حرب الفرس، وتملّك يوفيانوس، عاد القديس أثناسيوس إلى كرسيه سنة 363، ولكن من جديد، وفي عهد الملك فالنس، هرب القديس أثناسيوس يوم 5 أكتوبر 365، ولكن سرعان ما عاد في أول فبراير 366، وفشلت محاولة لشخص يُدعى لوكيوس لطرد القديس والاستيلاء على كرسيه. وانتقل القديس أثناسيوس إلى مقر الراحة الأبدية، بعد الأتعاب الأرضية، يوم2 أو3 مايو سنة 373. لقد طالت أسقفية القديس أثناسيوس إلى 45 سنة، قضى منها 17 سنة منفياً وهارباً لخمس مرات. وهوذا بيان: باسم الملك الذي نُفي أو هرب في عهده،والمكان الذي التجأ إليه، والتاريخ الذي يقع فيه هذا، وعدد سنوات الغياب:قسطنطينوس الكبير، ترير بألمانيا، 335-337، 3 سنوات قسطنطينوس الثاني، روما وأوروبا وآسيا، 339-346، 7 سنوات كوستنســوس، داخل مصر، 356-360، 6 سنوات يوليانوس الجاحد، داخل مصر، 362-363، نصف سنة فالنـــــس، داخل مصر، 365-366، نصف سنة
مخطوطات السيرة العربية المجهولة
وننتقل الآن للحديث عن مخطوطات السيرة العربية المجهولة. أعرف ثلاثة مخطوطات لسيرة القديس المجهولة، وهناك مخطوطات محتملة أخرى لم أطلع عليها. وأبدأ بأول مخطوطة تعاملت معها، وكانت السبب في اهتمامي بهذه السيرة، مما دفعني للتفكير في نشرها. إنه مخطوط القاهرة، المركز الفرنسيسكاني رقم46. والمخطوط مجلد بجلدة سوداء حديثة، وعلى الكعب كتابة تقول "حياة القديسين". مقاس الجلدة والورق هو 6، 29× 5، 20؛ ومقاس المساحة المكتوبة 24×15. وعدد الأسطر بين 22 و 23 سطراً. والخط مقروء ولكن ليس جميلاً. وبالمخطوط ترقيم قبطي يبدأ بورقة 161جـ، والنص بورقة 261ظ، وينتهي عند ورقة 398ظ. وثمة ترقيم عربي حديث بقلم رصاص للصفحات من 1 إلى273.
وهكذا فإنه ينقص من بداية المخطوط 260 ورقة، ومن غير المعروف أين كان ينتهي. وتحتل سيرة القديس أثناسيوس الأوراق من 261ظ إلى 292جـ، والصفحات من 1 إلى60. تلي سيرة القديس أثناسيوس كتابات لبعض أباء الكنيسة وسير بعض القديسين. ويبدو أن المخطوط قد استعمل كثيراً في القراءة، وثمة قطع في أعلى ورقة 261. وتنقص من المخطوط ورقة 278، ويبدو أنها مفقودة قبل تجليد المخطوط. وفي سيرة القديس أثناسيوس أهمل الناسخ (أو نسى) ما بين 4 و 6 أوراق، عند ورقة 284جـ (الجزء الأكبر من الفصل الخامس في نشرتي). وليس بالمخطوط اسم ناسخ أو تاريخ أو وقفية (لعل ذلك كان في البداية أو في النهاية المفقودتين).ويعتقد وليم ماكومبر "بيان المخطوطات العربية المسيحية للمركز الفرنسيسكاني القاهرة، 1984، ص11" أن تاريخ النسخ يعود إلى القرن الثامن عشر، وهذا اعتقاد محتمل جداً. وفي النشرة أرمز لهذا المخطوط بحرف "م".المخطوط الثاني الذي اطلعت عليه وقمت بعمل صورة صوتية له (تسجيل، يومي 22و23 يناير 1996) هو مخطوط البحر الأحمر، دير الأنبا أنتونيوس [أنطونيوس]، تاريخ 116 (قديم122).
والمخطوط مجلد بجلدة أصلية بنية اللون قوية يبدو داخلها خشب أو كرتون مقوى. ومقاس الجلدة والورق هو 20.5×15، ومقاس المساحة المكتوبة 15×10. وعدد الأسطر 10 أسطر. وثمة ترقيم قبطي يبدأ من ورقة3، وينتهي المخطوط عند ورقة 123. أما سيرة القديس أثناسيوس فتقع بين أورق 3جـو70جـ. والخط مقروء وإن لم يكن جميلاً، والأخطاء اللغوية أقل مما في المخطوط السابق وكذلك اللاحق. بعد سيرة القديس أثناسيوس يحوي المخطوط سير قديسين آخرين. وليس بالمخطوط اسم ناسخ أو تاريخ أو وقفية، وهو يبدو كاملاً لم تُفقد منه أية ورقة.
وفي النشرة أرمز لهذا المخطوط بحرف "أ".والمخطوط الثالث الذي اطعلت عليه وعملت له صورة صوتية (تسجيل، يوم 23 يناير 1996) هو مخطوط البحر الأحمر، دير الأنبا أنتونيوس [أنطونيوس]، تاريخ 108 (قديم126). والمخطوط مجلد بجلدة بنية قوية، ولكن خياطة التجليد ضعفت، والمخطوط في حاجة إلى إعادة تجليد. ومقاس الجلدة والورق هو 23×16؛ ومقاس المساحة المكتوبة هو 17×12. وبالمخطوط ترقيم قبطي يبدأ من ورقة 4جـ وينتهي بورقة 203جـ. وفي الورقة الأخيرة نجد تاريخ النسخ، وهو يوم الجمعة 18توت 1477ش (=1760م)؛ واسم الناسخ وهو حسب الله القس. وتحتل سيرة القديس أثناسيوس الأوراق الثمانين الأولى، تلي ذلك سير بعض القديسين. وفي النشرة أرمز لهذا المخطوط بحرف "ب".
بخلاف هذه المخطوطات الثلاثة، التي ذكرتها، أخبرني الأب ديوسقورس من دير الأنبا أنتونيوس [أنطونيوس]، أنه ثمة مخطوط لسيرة القديس أثناسيوس في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون. ولم أتحقق بعد من ذلك.ويشير جراف (G.Graf,GCAL 1,p.315) إلى سيرة عربية للقديس أثناسيوس في مخطوط أورشليم، دير القديس مرقس، قرشوني رقم 60 (ضمن مجموعة 125 من سير القديسين التي ترجمها من السريانية إلى العبرية الراهب بشارة الحلبي في دير الزعفران، سنة 1732). ويذكر جراف أن مؤلف السيرة هو أمفيلوكيوس أسقف ايكونيو.ويحوي المجلد الخامس والعشرون من مجموعة "الآباء اليونانيين" Patrologia Graeca مجموعة من سير القديس أثناسيوس، ومنها واحدة ترجمها من العربية إلى اللاتينية المستشرق رينودو (ص CCXLVI-CCLI)، وهي تلك الواردة في "سير البيعة" المنسوب لساويرس بن المقفع. ولكن لا واحدة من السير المنشورة تنطبق على سيرتنا العربية.
ونأتي أخيراً إلى صورة الورقة المدرجة في صدر كتاب الأب متى المسكين ("القديس أثناسيوس الرسولي"، وادي النطرون، دير الأنبا مقار، 1981)، وتحمل هذه الورقة رقم 119، ولهذا فهي جزء من مخطوطة غير معروفة إلى الآن. ويحكي مضمون هذه الورقة عن جزء من سيرة القديس أثناسيوس، أثناء إقامته متخفياً في مدينة أخميم؛ وحكايته مع الكاهن الحداد الذي صلّى القداس الإلهي بمفرده، بدون معاونة الشماس ومشاركة الشعب؛ ثم بداية الحديث عن البربا (المعبد الوثني) التي سقطت بمجرد لمس القديس لها. إذن لا يتطرق مضمون هذه الورقة، لا من بعيد أو قريب، إلى ميلاد ونشأة القديس أثناسيوس في مدينة أخميم، كما تسرع فاعتقد الأب متى المسكين، متجاهلاً مصادر الكنيسة القبطية نفسها، الغائبة عن قائمة مراجعه الواردة في أول الكتاب (بخصوص هذه المصادر انظر الجزء الأخير من هذه الكلمة). ويظن الأب متى المسكين أن الورقة "المكتشفة" هي جزء من مخطوط يعود إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر. ولكن شكل الخط في الورقة يدفع إلى الاعتقاد أنها من القرن السابع عشر أو الثامن عشر.
مضمون السيرة العربية
والآن، بعد هذه الجولة السريعة بين ربوع المخطوطات، نصل إلى مضمون السيرة العربية موضوع حديثنا. في الصيف الماضي، وبالتحديد في شهر أغسطس، وقبل الاطلاع على مخطوطتي دير الأنبا أنتونيوس [أنطونيوس]، قدمت نشرة نقدية للسيرة الواردة في مخطوط المركز الفرنسيسكاني. ولكون النص بلا أية تقسيمات داخلية، بل هو سرد مستمر، بدون فواصل، قمت بتقسيم السيرة إلى فقرات مرقمة ترقيماً متتابعاً وصل إلى رقم 280. ولكن الآن، وبعد معرفة الأجزاء الناقصة، يمكن أن يصل الترقيم إلى 350. وقد وضعت عناوين بين قوسين مربعين للنص، وفي مرحلة تالية قمت بصب السيرة داخل خمسة فصول، هوذا مضمونها:
الفصل الأول:
سيرة القديس أثناسيوس قبل الاختيار للبطريركية. وهنا، بعد المقدمة، نتعرف على طفولة القديس في مدينة الأسكندرية؛ ونشأته من أسرة وثنية ("وجنسه من الوثنيين، وأبواه غير مؤمنين" يقول السينكسار إنه "من الأولاد الحنفاء") وقيامه مع بعض زملائه المسيحيين بتمثيل طقس الرسامات الدينية (قابل ما يكتبه حول ذلك رفينوس في تاريخ الكنيسة PL21/487)؛ ومشاهدة الأنبا أليكسندروس لذلك ونبوته عن مستقبل القديس. ثم تنتقل السيرة لكي تحدثنا عن وفاة والد القديس وهو في سن الثانية عشرة؛ عن محاولات أمه لتزويجه عندما أتم الخامسة عشرة، والحيل الشريرة التي لجأت إليها لتحقيق ذلك. وبعد فشل هذه المحاولات، أخذته أمه وتوجهت إلى الأنبا أليكسندروس، وتعمدت على يديه هي وابنها، الذي دخل في خدمة الأسقف.
وهنا نعرف أن اسم أم القديس كان "فيدالاوس"، وتحول إلى "صوفيا"، واسم القديس كان "هرما" وتحول إلى "أثناسيوس" (لا ترد هذه المعلومة في أي مصدر آخر). وبعد سبعة أيام من نوال المعمودية منح الأنبا أليكسندروس أثناسيوس درجة الشماسية. وهنا تجري المعجزة الأولى على يد أثناسيوس، وهي شفاء رجل أعرج، وشفاء أناس عديدين. وتُذكر معجزة شفاء الأعرج بالمعجزة التي أجراها الرسولان بطرس ويوحنا، في بدء البشارة الرسولية، والتي يرد ذكرها في سفر أعمال الرسل (3/1-10، و 14/8-10). ثم نقرأ عن معجزة ثانية للشماس أثناسيوس، وهي إماتته لرجل ظالم يدعى ألاريخوس.
والفصل الثاني:
يعالج السنوات الأولى للقديس أثناسيوس كبطريرك، وهربه الأول إلى إيساوريا. ويجري الحديث هنا عن رجل من أتباع أريوس اسمه لوقياس (ويرد أحياناً بصيغة لوكياس ولوقيانوس) اعترض على اختيار القديس للبطريركية، فرد عليه مجمع عُقد في رومية، وضم يوليانوس أسقفها، ويوحنا أسقف أفسس، وأعلن المجمع، برسالة إلى كنيسة الإسكندرية، تأييده للقديس. بعد ذلك ظهر أرسانيوس، وتلاه جرجيوس، وهما من أتباع أريوس فاضطر القديس أثناسيوس للهرب إلى إيساوريا (تُكتب "سوريا" في مخطوط المركز) في بلاد المغرب أو الغرب (وهي حتى في الواقع في الشرق).
وهنا تورد السيرة عدة أحداث، الأول منها نبوة القديس عن سقوط معبد وثني (بربا) لابلون، والثاني الشروع في بناء كنيسة في مدينة تُدعى تسالونيقية؛ والثالث موت ابن ادرانيوس، وكان كبير المدينة، وإقامة القديس له. وتُذكر هذه المعجزة بتلك التي أجراها القديس بولس، في ترواس (أعمال الرسل 20/7-20). ومن الأحداث الأخرى شفاء رجل به شيطان أثناء منح سر العماد والميرون، ثم رسامة فتيان أسقفاً لايساوريا. تلي ذلك عودة القديس إلى الإسكندرية، ومعجزة موت غريغوريوس الشرير.
والفصل الثالث:
يُخصص برمته لهرب القديس أثناسيوس، وإقامته لمدة ثلاث سنوات في مدينة أخميم بصعيد مصر. وتبدأ الأحداث بمؤامرة لوقياس ضد القديس، الذي يضطر للهرب متخفياً، وفي مدينة أخميم عمل كأجير عند رجل صباغ يُدعى أرسانيوس. وتشير السيرة إلى أن القديس، في هذا الهرب، تشبّه بالمسيح، الذي هرب من أمام وجه هيرودس والتجأ إلى أرض مصر (متى 2/13-15)، وكذلك تشبه بالمسيح في تواضعه عندما خدم التلاميذ وهم على العشاء. وتورد السيرة خبر القديس مع الكاهن والحداد، الذي أقام الذبيحة الإلهية، مرة، بمفرده، فعاتبه القديس على ذلك.
وأثناء وجود القديس بمدينة أخميم سقط معبد وثني (بربا) بمجرد لمسه له. وأثناء غياب القديس، كتب شعب الإسكندرية رسالة إلى الملك، يطالبون فيها بعودة راعيهم. وبعد موافقة الملك على ذلك، بدأ البحث عن القديس. ولم يعرف الشعب مكانه، إلا بسؤال القديس أنتونيوس [أنطونيوس]. وقد تعجب الكاهن الحداد وخاف عندما علم أن الذي عاتبه من قبل على إقامته القداس بمفرده، هو راعي الكنيسة الأكبر بذاته. وكذلك ذهل أرسانيوس، معلم القديس، وأسقف المدينة. وينتهي هذا الفصل بعودة القديس من منفاه الثاني إلى الإسكندرية.
والفصل الرابع:
يتطرّق إلى الحديث عن حرب جديدة ضد القديس أثناسيوس شنها عليه المدعو غريغوريوس، وهو من أتباع أريوس، مما دفع القديس إلى الهرب، للمرة الثالثة، والاختفاء أولاً في بيت امرأة عذراء، اسمها أوناميا. وقد صار توقف القديس في بيتها مبعث معجزات شفاء. وتحكي السيرة عن ظهور القديس لسيدة نبيلة غاب عنها زوجها، ونبوته لها بأن زوجها سيعود قريباً. وأثناء الهرب الثالث زار القديس الأنبا باخوم في صعيد مصر، ثم عاد إلى الإسكندرية. بيد أن الحرب عليه عادت فاشتعلت، فأخذ طريق الهرب للمرة الرابعة. اختفى أولاً في أحد القبور المهجورة، وبعد العودة إلى الإسكندرية، توجه لمقابلة الملك مع ليبريوس (يرد هذا الاسم في المخطوطات بصيغ مختلفة الغالب عليها: ليواريوس، والأقل: ليغاريوس وليفاريوس) وتطلق عليه السيرة لقب "بطريرك رومية"..
وبعد مواجهة ساخنة مع الملك، قام هو بنفيهما إلى جزيرة البربر. ويسمى هذا المكان في النص القبطي الأصلي جزيرة أورباتوس Urbatos، ولم يوفق أوسكر فون لِمّ ولا تيتو أورلندي في تحديد هوية هذا المكان. وقد هدى القديس أثناسيوس أهل الجزيرة إلى الإيمان، ولكن لم يمنحهم سر العماد في البداية. وقد تدخلت السماء لإجبار الملك على إعادة القديس إلى مدينته. ولكن قبل مغادرة الجزيرة، أعاد القديس النظر إلى ابنة كبير الجزيرة. وبعد استقرار الأوضاع في مدينة الإسكندرية، عاد القديس إلى جزيرة البربر، وعمدهم. ومن جديد أعاد النظر إلى شخص أعمى. أما شخص آخر وكان بعين صحيحة وأخرى عمياء، فلقلة إيمانه شُفيت عينه العمياء، وعميت تلك الصحيحة (نقرأ عن معجزة مشابهة في سيرة الأنبا ديوسكوروس. وهو في منفاه). وبعد عماد أهل الجزيرة، حوّل القديس مياه بحيرة من المرارة إلى الحلاوة.
والفصل الخامس:
يُخصص كله لخبر القديس أثناسيوس مع القديس ليبريوس أسقف روما، وإقامة القديس أثناسيوس في روما لمدة ثلاث سنوات، وحديثه الطويل مع بطرس الرسول، واطلاعه على ظهورات القديس بطرس للأب ليبريوس. ومن الملاحظ هنا أن المعطيات التاريخية المتعارف عليها تؤكد أن القديس أثناسيوس هرب إلى روما، في منفاه الثاني، وجرى ذلك في عهد البابا يوليوس (337-352)، لا في عهد البابا ليبريوس (352-366)، الذي انتهى به الأمر إلى التنكر للقديس أثناسيوس وإيقاع الحرم عليه (المصادر القبطية القديمة كلها تغص الطرف عن هذه الجزئية).
فضلاً عن ذلك لا تتحدث السيرة عن هرب إلى روما، بل عن رحلة قام بها القديسان أثناسيوس وليبريوس على جناحي كاروبيم من السماء، تركهما داخل المدينة. ويرد أثناء حديث القديس بطرس مع القديس أثناسيوس كشف الرسول له أن حكم الرومان سيزول من مصر، وستأتي "امة قوية لا تشفق على بيع المسيح". ولعلنا هنا أمام إشارة إلى الغزو الفارسي لمصر، أو بالحري ذلك العربي في القرن السابع. وينقطع سياق الأحداث فنقرأ في السيرة عن حديث طويل ذي صبغة قانونية بين القديس أثناسيوس، الذي يسأل، وبين القديس بطرس، الذي يجيب.
والفصل السادس والأخير:
عالج السنوات الأخيرة من حياة القديس أثناسيوس. ونقابل هنا مؤامرة جديدة ضد القديس، عندما أُلقيت عليه تهمة الاعتداء على امرأة. وقد كشف يوفيانوس زيف هذه التهمة. ويحكي هذا الفصل عن موت الملك يوليانوس الجاحد في الحرب ضد الفرس، وعن تملك يوفيانوس الصالح من بعده. وتنتهي السيرة بمعجزتين للقديس أثناسيوس، الأولى هي معجزة الرعود والصواعق، والثانية هي إعادة النظر لاثنين من العميان.
وأخيراً تخبرنا السيرة عن موت القديس وتدعونا إلى الاقتداء به.الأسلوب الأدبي لهذه السيرة هو أسلوب "الميمر" أو "المديح Encomium" الذي يُقرأ على المؤمنين يوم عيد القديس (نص السيرة طويل ويحتاج على الأقل إلى ثلاث ساعات لقراءته). ويضع مؤلف السيرة تحت ناظريه حياة المسيح، وعلى الأخص حياة الرسل، وعلى ضوء حياتهم يخط سيرة القديس أثناسيوس؛ ولا عجب في ذلك، فهو أيضاً "رسولي".ولكن كيف وصل إلينا هذا النص؟ هذا ما سنقدمه ،،،
-------------------------------
سيرة القدّيس أثناسيوس
في ترجمة عربية مجهولة
في ترجمة عربية مجهولة
ولكن كيف وصل إلينا هذا النصّ؟ توحي قراءة السيرة، وتأمّل أسلوبها، ودراسة مفرداتها، بأنّها نصّ مترجم. ولكن أين هو الأصل؟ ثمّة تشابهات كثيرة بين السيرة وبين ما يرد في "السينكسار"، و "سير البيعة" المنسوب إلى ساويرس بن المقفّع، و "تاريخ الآباء البطاركة" للأنبا يوساب أسقف فوّة. فمن أخذ من الآخر؟ لا يمكن أن تكون السيرة رافداً من روافد هذه المصادر، رغم التشابه؛ لأنّ الأكمل لا يأخذ من الأنقص.في الواقع سيرتنا العربيّة المجهولة هي ترجمة حرفيّة لسيرة قبطيّة قسمها الأكبر مفقود، أو غير معروف إلى الآن.
والشذرات القبطيّة المعروفة من هذه السيرة نشرها تيتو أورلندي، سنة 1968، بدون أن يتوصّل إلى معرفة وجود ترجمة عربيّة كاملة لهذه السيرة القبطيّة At- Testi Copti: 1 Encomio di Atanasio, 2 Vita dianasio, Edizione, traduzione e commento di Tito Orlandi, Milano, Va-rese, Istituto Editoriale Cisalpino, و1968 (المقدمة صـ11-14؛ النصّ القبطيّ وملحقاته ص15-25؛ الترجمة ص53-71؛ التعليق ص72-77).والعناصر التي يشملها النصّ المنشور هي:
أوّلاً سيامة القدّيس أثناسيوس شمّاساً، وتعيينه كاتباً للأنبا أليكسندروس ، وذهابه معه إلى المجمع ، وشفاء الأعرج، وإماتة الغنيّ الشرير الاريخوس . ثانياً انتخاب القدّيس أثناسيوس للأسقفيّة، واعتراض لوكيوس على ذلك، ومعاضدة أصحاب الكراسي الأربعة الكبرى المجتمعين في روما، ثمّ مؤامرات أرسانيوس وجيورجيوس، وهرب القدّيس إلى إيساوريا، ومعجزة سقوط المعبد الوثنيّ، وبناء الكنيسة، وإقامة الشاب الميّت، وتعميد أهل المكان، ومعجزة شفاء الممسوس من الشيطان. ثالثاً العودة من المنفى، ثمّ ظهور غريغوريوس الأرياني، والنفي الثاني إلى جزيرة أوربتوس، ثمّ العودة إلى الإسكندريّة. رابعاً اضطهاد يوليانوس الجاحد، ونهاية ذلك على يد يوفيانوس، ومعجزة الصواعق ورد البصر إلى اثنين من العميان. وتنقص من هذا النصّ بداية السيرة الخاصّة بطفولة القدّيس، والقسم الخاصّ بالهرب إلى أخميم، وذلك الخاصّ بالإقامة في روما، والخاتمة. ولكن لا شك في أن هذا النصّ القبطيّ هو الأصل للسيرة العربيّة.
مؤلِّف النصّ
تُعَدّ السيرة العربية أوسع وأكمل نصّ قديم معروف لحياة القدّيس أثناسيوس. فمن مؤلِّف النصّ القبطي، وهو الأصل للسيرة العربيّة؟.تحوي السيرة القبطيّة (أورلندي، ص24/ سطر 21 و 10/140؛ والترجمة العربيّة رقم 51 من نشرتي المؤقّتة) إشارة مهمّة من الكاتب يقول فيها: "كما أعلمني الأب اللابس الإله، أعني ثاوفيلُس". هذه الإشارة دفعت أوسكر فون لِمّ(Oscar von Lemm, Kleine Koptische Studien, I-LVIII, Leipzig , 1972, n. LVII, p.89-137/623-670) (p.90-90/ 624-625) إلى الاعتقاد أن مؤلف السيرة القبطية لا يمكن أن يكون إلا القدّيس كيريلوس الكبير (412-444) ابن أخت ثيئوفيلوس. ويتبع هذا الرأي تيتو أورلندي، فيؤكده أولاً في "تاريخ الكنيسة القبطيّة" Storia della Chiesa copta. Testo copto, traduzione e commento di Tito Orlandi, Milano, Varese, IsitutoEditoriale Cisalpino, 1967, p. 81، وفي نشرة السيرة يضع اسم القدّيس كيريلّوس على رأس النصّ، كمؤلِّف له، ولكن يرفقه بعلامة استفهام، وفي التعليق على النصّ (ص75، 77) يؤكّد الأمر من جديد.
واستناداً على سلطة أوسكر فون لِمَ وتيتو أورلينو، يضع جيررد (M. Geerard, Clavis Patrum Graecorum, vol. 3, Brepols, 1979, p.28, n. 5273)، النصّ القبطي بين مؤلِّفات القدّيس كيرليّوس الصحيحة.ولكنّي أعتقد أنّ تيتو اورلندي نفسه، أو غيره، لو كان قد تعرّف على السيرة كاملة، لكانت قد ساورته الشكوك حول أبوّة القدّيس كيريلّوس لها. فلو كان القدّيس كيريلّوس هو صاحب السيرة، لكان قد أعطانا معلومات تاريخيّة أدقّ عن القدّيس أثناسيوس، فعلى سبيل المثال كانت المسيحيّة في ايسارويا في زمن القدّيس أثناسيوس، مزدهرة، وكانت مركزاً لكرسي أسقفيّ، كما لاحظ اورلندي نفسه (ص16، حاشية 10)؛ وجزيرة اوريتوس تبقى مجهولة. فضلاً عن ذلك لو كان القدّيس كيريلّوس هو المؤلِّف، لكان عرّفنا بوضوح عن نفي أثناسيوس الأوّل في مدينة ترير بألمانيا، وعن هربه إلى روما في عهد البابا يوليوس، لا البابا ليبريوس.
وإذا تركنا هذه الأمور جانباً، نرى أنّ السيرة تعكس في بعض جوانبها بيئة تالية لمنتصف القرن الخامس، بل إنّ أحد عناصر السيرة يعكس بيئة تالية لمنتصف القرن السابع. أخيراً لا نعرف الدراسات الأدبيّة القدّيمة (أبو البركات مثلاً، في "مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة"، جـ1، القاهرة، 1971، ص292) أنّ القدّيس كيريلّوس قد وضع سيرة للقدّيس أثناسيوس.ينسب التقليد إلى تيموثيئوس الثاني ايلوروس (477) تاريخاً كنسياً مفقوداً M. Geerard, p.64, n.) 5486) فهل كانت السيرة جزءاً من هذا التاريخ؟ هل صاحب السيرة هو شخص صعيديّ، مينا الكاتب مثلاً، صاحب المجموعة الأولى لسير البطاركة، وهو من الدير الأبيض بقرب أخميم؟ ومّما يعزّز هذا الاحتمال مجيء ثلاثة من الشذرات القبطيّة الأربعة للسيرة من الدير الأبيض نفسه؟وبخلاف جهلنا لاسم المؤلِّف، نجهل كذلك اسم المترجم. إنّ المخطوطات الثلاثة التي درستها لا تذكر اسم مترجم، وتاريخ نسخها لا يمكن أن يكون قبل القرن السابع عشر. ولكن هذا لا يمنع أن تكون السيرة قد تُرجمت قبل ذلك القرن. إننا نحتاج إلى اكتشاف مخطوطات أُخرى، قد تزوّدنا بمعلومات أوضح وأدقّ.
المصادر العربيّة الأخرى المعروفة لحياة القدّيس أثناسيوس
المصادر العربيّة الأخرى المعروفة لحياة القدّيس أثناسيوس هي: "السينكسار" يوم 7 بشنس؛ و "سير البيعة" المنسوب إلى ساويرس بن المقفّع وهو في الواقع لمؤلِّفين عديدين ليس بينهم سويروس؛ و "تاريخ الآباء البطاركة" للأنبا يوساب أسقف فوّة.وللسينكسار طبعتان: طبعة رينيه باسيه (PO 16, p.360-362)، وطبعة فورجيه (CSCO 67, p. 106-107). ومن الملاحَظ أنّ النصّ في الطبعتين واحد، مع اختلاف بين المخطوطات المستعمَلة. وعناصر حياة القدّيس أثناسيوس في السينكسار تتلّخص في الآتي:
ينحدر القدّيس أثناسيوس من أُسرة وثنيّة ("من أولاد الحنفاء")، وقد لعب في طفولته تمثيليّة السيامات الدينيّة، مع زملائه المسيحيين، وقام هو بدور البطريرك، وقد شاد الأنبا أليكسندروس هذه التمثيلية. بعد وفاة والده، قَبِل لعماد مع أمّه، وصار بطريركاً بعد أليكسندروس. نفاه الملك إلى بلاد الغرب، لمدّة ست سنوات، وهناك هدم معبداً وثنيّاً (بربا). وبعد فترة من عودته إلى الإسكندريّة، قبض عليه الملك مع بطريرك رومية (لا اسم لدينا)، وبطريرك أنطاكية، ولكن الله خلّصهم عن طريق ملاك من السماء. في عهد يوليانوس الجاحد هرب القدّيس أثناسيوس، والتجأ إلى مدينة أخميم، ولم يُعرف مكانه، إلاّ بعد كشف القّيس أنتونيوس له. كانت جملة بطريركية القّيس أثناسيوس 46 سنة.المصدر العربيّ الثاني المعروف لحياة القدّيس أثناسيوس هي السيرة الثامنة من "سيرة البيعة"، أو تاريخ البطاركة" المنسوب إلى سويروس بن المقفّع. ولهذا المصدر طبعتان:
طبعة ايفيتس (PO 1, p. 403-423)، وطبعة سيبولد (CSCO 1, p. 64-74) والنصّ في الطبعتين واحد مع اختلاف بين المخطوطات المستعملة. ومن الملاحظ أن العرض التاريخي في النصّ مضطرب؛ ربما لفشل المؤلّف في التوفيق بين مصدرين. وهوذا العناصر الأساسيّة لهذا النصّ:كان أثناسيوس خليفة للأنبا أليكسندروس، وقد نُفي "إلى صعيد مصر" (بدون تحديد للمكان، وهو أخميم، في المصادر الأخرى)، وأقام هناك سنين عديدة، "وأظهر أنّه فاعل، وصيّر نفسه أجيراً، ولم يُظهر أنّه بطريرك". وقد غاب القدّيس أثناسيوس عن كرسيه ثلاث دفعات، والمرّة الأخيرة طالت إلى أحد عشرة سنة. كان أثناسيوس "ابن امرأة وثنية عابدة للأوثان، وكانت غنيّة جداً، وكان يتيماً". حاولت أمّ القدّيس أثناسيوس تزويجه ولجأت إلى الإغراءات، فأخبرها ساحر فيلسوف أنّ ابنها يميل إلى المسيحيّة. فذهبت معه إلى الأنبا أليكسندروس، ونالا المعموديّة، وصار أثناسيوس شمّاساً وكاتباً للبطريرك.
وبعد موت هذا خلفه على كرسي الإسكندريّة. وأمام الاضطهاد هرب واختبأ في "المغاير والبراري والحقول في جميع أعمال مصر كلها إلى الصعيد". وبعد ست سنوات ذهب إلى الملك، لعله يحظى بإكليل الشهادة فوضعه الملك في مركب بلا قائد، وبدون طعام أو شراب، ولكن الله أوصله سالماً إلى الإسكندريّة. بعد ذلك قبض الملك على القدّيس أثناسيوس وعلى القدّيس ليبريوس بطريرك رومية، وعلى ديونيسيوس بطريرك أنطاكية، غير أن الله خلّصهم، ومضى القدّيس أثناسيوس مع ليبريوس إلى رومية. وفي عهد الملك يوليانوس الجاحد نُقلت من أورشليم إلى الإسكندريّة رفات يوحنّا المعمدان واليشع النبي. "ويُقال إن هذا الأب أثناسيوس حمله ملاك الربّ في بعض أسفاره، عندما كان هارباً من الملوك الكفرة، حتى أوصله إلى حيث أراد".
والمصدر العربيّ الثالث المعروف لحياة القدّيس أثناسيوس نجده في "تاريخ الآباء البطاركة" للأنبا يوساب أسقف فوّة (نشر الأنبا صموئيل ونبيه كامل، القاهرة، 1991، ص28-31). ويُعَدّ هذا النصّ اختصاراً لما في "سير البيعة"، مع إضافة خاصّة بقصّة الكاهن الحدّاد. وهوذا العناصر الأساسيّة لنصّ يوساب: خلف أثناسيوس الأنبا أليكسندروس، وهرب أمام الاضطهاد، ثمّ عاد فذهب إلى الملك؛ لكي ينال إكليل الشهادة، فوضعه الملك في مركب بلا قائد، وبدون طعام أو شراب، ولكن الله أوصله سالماً إلى الإسكندريّة. وبعد سبع سنوات هرب القدّيس أثناسيوس، ولكن الله خلّصه عن طريق كاروبيم حمله مع ليبريوس إلى رومية.
وفي أيام الملك يوليانوس الجاحد نُقلت من أورشليم إلى الإسكندريّة رفات يوحنا المعمدان واليشع النبيّ. وقد نُفي القدّيس أثناسيوس "ثلاث مرّات، حتى أنه مضى إلى الصعيد بمصر، وصار أجيراً عند رجل صباغ في أخميم"، وقد كشف القدّيس أنتونيوس {أنطونيوس} أمره. ونقابل هنا قصّة الكاهن الحدّاد الذي صلّى القدّاس مرّة بمفرده (الوحيد من المصادر الثلاثة الذي يورد هذه القصّة).وقد قام المؤرِّخ كامل صالح نخلة بوضع سيرة للقديس أثناسيوس (القاهرة، 1952)، مبنيّة على هذه المصادر العربيّة الثلاثة، وعلى مصادر أخرى غير عربيّة.ومن المقارنة بين السيرة العربيّة وهذه المصادر الثلاثة نعتقد أن السيرة العربيّة هي المصدر الأساسي لهذه المصادر الثلاثة، التي تضيف على السيرة قصّة المركب، وقصة نقل رفات يوحنّا المعمدان واليشع النبيّ. ومصدر هاتين القصّتين هو "تاريخ الكنيسة القبطية" الذي وصل إلينا في نصّ قبطي نشره تيتو اورلندي، أما فيما عدا ذلك تبقى السيرة هي المصدر والمنبع.
شكر وتقدير
في نهاية هذه الكلمة، أتوجه بالشكر إلى بعض الأشخاص الذين، بدون مساعدتهم ماكان من الممكن تقديم هذه الدراسة بالصورة الحالية.أشكر، في المقام الأوّل، قداسة الأنبا شنوده الثالث بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة؛ لسماحه لي بالاستفادة ن المكتبات التابعة للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة. ثمّ أشكر صاحب النيافة الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر ؛ لتفضّله باستقبالي في الدير ، يوم 22 يناير 1996، وللاهتمام الذي أبداه بعملي. وأشكر الأب ديوسقوروس المسؤول السابق عن مكتبة دير الأنبا أنطونيوس، والأب أولوجيوس المسؤول الحالي وأشكر أخيراً الدكتور وهيب قزمان، الذي عرّفني بوجود مخطوطتين لسيرة القدّيس أثناسيوس بدير الأنبا أنطونيوس :silent: مواضيع مماثلة
» القديس مقاريوس الكبير
» عظة حياة الشكر 1
» خبرة حياتية من حياة الأم تريزا
» القديس اثناسيوس
» القديس العظيم مارجرجس
» عظة حياة الشكر 1
» خبرة حياتية من حياة الأم تريزا
» القديس اثناسيوس
» القديس العظيم مارجرجس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء أبريل 25, 2012 10:22 pm من طرف هنرى هانى
» بحث في الكتاب المقدس
الأربعاء أبريل 25, 2012 10:19 pm من طرف هنرى هانى
» تنزيل الكتاب المقدس
الأربعاء أبريل 25, 2012 10:17 pm من طرف هنرى هانى
» مكرونة بالخضار صيامي
الأربعاء أبريل 25, 2012 10:11 pm من طرف هنرى هانى
» كباب على الطريقة العراقية (كفته)
الأربعاء أبريل 25, 2012 10:00 pm من طرف هنرى هانى
» الدجاج المحشو بالأرز والزبيب
الأربعاء أبريل 25, 2012 9:52 pm من طرف هنرى هانى
» المهلبية بالشوكولاتة
الأربعاء أبريل 25, 2012 9:49 pm من طرف هنرى هانى
» الحواوشى بالعجينة
الأربعاء أبريل 25, 2012 9:47 pm من طرف هنرى هانى
» كيف تجعل إبنك..مــتــواضــعاً
الأربعاء أكتوبر 05, 2011 1:54 pm من طرف gurgis